تجرأ على أن تكون مختلفاً ... باولو كويلو .
لا يعني
أن تكون مختلفاً هو أن "تنبذ" نفسك عن أفراد المجتمع الذي تعيش فيه ، أو
أن تشعر بنوع من "التفوق" المصحوب بعقد "الغرور" و
"الكبر" عن محيطك المجتمعي ، أبداً لا يمكن تعريف "الاختلاف"
و "التمايز" وفق هذا النحو الغريب .
ان تكون
مختلفاً يعني أن تكون لك "شخصيتك" الخاصة التي تدلل عليك وتدلل أنت
عليها ، وأن تتمكن من "إظهار" ذاتك الفردية بشكل إيجابي فعال ، وأن تكون
ليدك القدرة على أن "تتميز" ذلك التميز الذي كان حصيلة "جهد"
و "مثابرة" فردية في عهد "السلبية" العامة التي تنتشر في
المجتمع .
ذلك أن
المجتمع أحياناً قد تجمعه سمات "سلبية" وسمات "ايجابية"
مشتركة تشكل الوعي الجمعي المجتمعي ، فتجد مجتمعات تقدس الوقت والعمل وتحترم قيم
الشجاعة والفروسية بينما على الوجه الآخر تنتشر فيها الرذيلة ومظاهر الفساد
واضطهاد الأضعف وهكذا ، وهذا يعني أن على "المختلف" أن يتمكن من فضائل
قومه وأن يتحلى بها وعلى الناحية الأخرى عليه أن يترفع عن "رذائلهم" و
"فسادهم" و "مظاهر انحلالهم" من باب " وتعاونوا على البر والتقوى ولا
تعاونوا على الإثم والعدوان" وليس هذا فقط ، بل عليه واجب
"التغيير" بكل ما أوتي من قوة وذلك مصداق للآية الكريمة "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" ، فالسكوت وحده لا يجعلك "مختلفاً" أبداً حتى وإن
ترفعت عن كل تلك السلبيات بقدر ما سيجعلك عنصر ايجابي "خامل" ما تلبث
السلبية إلا وأن تستولي عليه رويداً رويداً حتى يصبح مشابهاً ما عليه قومه .
ذلك أن
كل "المصلحين" و "الأنبياء" و "أصحاب الدعوات"
كانوا أناساً مختلفين في الذوات وفي المبادئ التي يحملون والرسائل التي يبلغون ،
على أنهم أيضاً كانوا أكثر الناس تمسكاً بمبادئ أقوامهم الأصيلة مثل الصدق وحسن
الأخلاق والأمانة والتقوى والورع ، ولكن أيضاً لم يسكتوا على أوضاع المجتمع
المزرية فثاروا عليها وغيروها ، فكتبوا في صفحات التاريخ المشرقة ، فأن تكون
مختلفاً في هذا الجانب يعني أن عليك حملاً عظيماً جداً بدايته محرقة ولكن نهايته
مشرقة جداً في كل صعيد .
إن ضريبة
"الاختلاف" صعبة ومرهقة ، ولو أنها كانت عادية لما استنكف معظم الناس
عنها ، وهي مثل كل المطالب الرفيعة والعالية ، تحتاج للارادة والصبر والعزيمة
والقدرة على المواصلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق