**
الحقيقة دائماً بيضاء وساطعة ، وهي موجودة في قلب كلٍ منا جلية واضحة ، لكن الأكثر
يحاولون التشويش عليها وتشويه معالمها لأسباب كثيرة ، فالحقيقة موجعة ومؤلمة للكثير
والكثير ، ولذلك يفضلون طمسها باستخدام أساليب كثيرة ، فلا تنتظر من أحد أن يعرفك إياها
، يكفي أن تعرفها أنت فقط وأن تؤمن بها ، وبعد ذلك ليحاربك العالم كله ، وليضحك عليك
الجميع ، فأنت بها جماعة ولو كنت وحدك .
** ثق تماماً أن الكثير من البشر عانى مثلك من صعوبات الحياة المختلفة
ومن لسعاتها المتكررة ، ولذلك أحاطوا قلوبهم بحواجز كثيرة وبطبقة صلبة من الحذر والقسوة
، لكن خلف تلك الحواجز قد تجد قلوباً نقية جداً تحب الآخرين ، ما عليك إلا أن تحاول
الولوج لأعماق هذه القلوب واختراق هذه الطبقات والحواجز ، سترى الفارق بين المظهر والجوهر
، بين ما صنعته قسوة الحياة وبين ما احتفظت به فطرة الخير النقي ، حاول فقط .
** عوالم "الثقافة" و "الفكر" و "الفلسفة"
مسكونة بالجنة والنار ، مليئة بالألغام عن طريق وبالورود والرياحين في طريق آخر ، وعندما
تقتحم هذه العوالم لا تنسى سلاحك المتمثل بمبادئك وعقائدك ولا تنسى أهدافك أيضاً المتمثلة
بالجنة والرياحين ، كلها ثنائيات يجب أن تضعها في الحسبان ، فالنوايا الحسنة لا تكفي
أحياناً .
** كنت قديماً أكيف حياتي وفق "حكمة" الآخرين وأصوغها على وقع
"تجارب" الناس ، كنت أعتقد أن هذه هي فلسفة الحياة الحقة فلا خاب من استشار
ولا خسر من استفاد من تجارب الآخرين ، لكن وجدت أن هذه فلسفة خاطئة ، صحيح أن طلب الحكمة
أمر لابد منه والتعلم من تجارب الآخرين شيء بديهي ، لكن قبل كل ذلك يجب أن يكون لك
تصورك الخاص وفلسفتك الشخصية وحكمتك التي تخصك وبعد ذلك تأتي "حكم" الآخرين
كمكمل لبنائك وأساسك ، سابقاً كان العالم كله مركزاً وأنا أدور حوله ولا أدري أين أنا
، أما الآن فأنا مركز والعالم يدور حولي ، فأحدد موقعي جيداً وأحدد موقع الآخرين كذلك
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق