الخميس، 5 يوليو 2012

وعـاد هـولاكـو بـجـيـشـه الـجـديـد




من قال أن هولاكو مات ؟ وأن روحه الملعونة قد قبرت في مهدها وتاريخها ؟ وأن تلامذته النجباء قد أصبحوا نسياً منسياً ؟

ربما كنا سنصدق هذه " النبوءة " لو لم نرى فظائع " النظام الأسدي المجرم " في أرض الشام أو " تعامينا " بقصد أو بدون قصد عن تلك المذابح التي يندى لها جبين أمة عريقة في تاريخها وحضارتها ، لكن بعدما رأينا وشاهدنا وعاينا وبكينا وفجعنا ، أيقنا وأدركنا بأن هولاكو لم يمت وأن روحه تسري في طغاة البشر تاريخاً بعد تاريخ وأن منهجه " التتري " محفوظاً عن ظهر قلب لدى الكثير من الوحوش البشرية

إنهم يحرقون الشام مهد الحضارة وأرض الريادة وصاحبة السيادة ، تلك المنارة الشامخة في جبين التاريخ الانساني والعربي والإسلامي ، يقتلون أبنائها ونسائها وشيوخها ، يهدمون المنازل ويدمرون المساجد ويحرقون الأحياء ، ويغنمون كرامة شعب ثائر صابر ما تلبث أن تضيع من أيديهم أيضاً .

لقد عاد هولاكو هذه المرة بوجه جديد وبجيش جديد وبمنهجه " الإجرامي " و " والاستباحي " و " الدامي " المعتاد ، عاد بجيشه ليحرق الأرض ويغتصب العرض ويدنس المقدسات ، عاد بوجه " أسدي " بغيض وبعباءة " بعثية " حقيرة وبشعار ممانع كذوب .

لكن مفاجأة الزمان أن شعوب هذه المرة رفضت أن تسلم رقابها للذبح التتري ، وأن تنتظر في ذهول قيام الجزار بتسنين " سيفه " ليعود ويعمل فيهم ذبحاً وقتلاً كما فعل السابقون ، ولكنها انتزعت كرامتها بيمينها وأقسمت أن تحفر قبر جلاديها بشمالها ، وأنها لن تستسلم للقمع والقتل والتذبيح بعد اليوم ، إنه القدر المكتوب وسنة التاريخ الكونية أن الأوان لأي شيء لو جاء فلن تستطيع كل قوى الأرض أن تمنع حصوله ، وحرية الشعوب آن أوانها وأزفت مواعيدها رغماً عن أنف التتري القابع خلف القلاع والحصون .

ليدرك التتري البعثي أن لكل " هولاكو " قطز عظيم ، وإن روح هولاكو لو تجسدت في شخص بغيض ، فإن روح سيف الدين قطز ستنبعث في ملايين النفوس الشامية ، لتسطر " عين جالوت " خالدة أبد الدهر ، إن لم يمت هولاكو حقاً فإن سيف الدين لم ولن يموت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق