السبت، 7 يوليو 2012

فـلـسـفـة الـمـقـاومـة ..




 " فلسفة المقاومة تختصرها أنك لابد أن تنتصر رغماً عن أنف الجميع "

المقاومة .. هل كل ما لدى الإنسان من قوة ذاتية تؤهله للبقاء ، وهي الوسيلة المشروعة لنيل كافة الحريات والمطالب الإنسانية ، فهي ملحمة إنسانية عابرة للتاريخ والقارات ما زالت لحد هذه اللحظة مصدر إلهام تاريخي لجميع شعوب العالم فـ"الأنا" لا تضع أو تثبت نفسها إلا حين تقاوم كما قال فيلسوف المقاومة "فيختة" ، فـ"أنا" يصبح لها قيمة معنوية وسياسية وإلهامية كبيرة حينما تقاوم ، وفي اللحظة التي تعتبر نفسها أهلاً للمقاومة يكون بمقدورها صنع المعجزات التاريخية .

كما أنها ليست مرتبطة بـ"ظروف" و "حالات" اجتماعية أو سياسية أو عالمية ما ، بل هي ردة فعل عفوية صادرة عن شعوب مضطهدة في لحظات وأوقات غير متوقعة ، وأحياناً تكون هذه الشعوب في أضعف حالاتها الفكرية والسياسية والاجتماعية ، فتصبح "المقاومة" محركاً ودافعاً لتلك الشعوب كما أنها تصبح "وسيلة" و"هدف" يتفق عليه الجميع في أوقات يختلف الناس فيه على كل شيء .

فالمقاوم حينما يمسك سلاحه الخفيف وفي لحظة ما قد يكون وجهاً لوجه ضد أقوى جيوش العالم ، في تلك اللحظات الخانقة حيث الضعف والخور والجبن يعصف في كل أنحاء العالم لا يبالي بقوة خصمه بتاتاً بل يضع في حسبانه أنه لابد أن ينتصر رغم ضعفه مهما عظمت "التضحية" ، فيصبح النصر هدفاً رغماً عن أنوف كل "الصعاب" و"الأوضاع العالمية" و"الأعداء الكثر" ، فتكون المقاومة هنا عبارة عن "قيمة" معنوية ذات دلالات كثيرة ، فتدلل تارة على التمسك بـ"الثقافة الوطنية" و "التراث التاريخي" و "الهوية الوطنية" و "الشجاعة الفائقة" في مواجهة الخصوم ، فالضعيف الشجاع دائماً يثير الإعجاب .

كما أن التراث يدرك تماماً أهمية "المقاومة" وسيلة وهدفاً وقيمةً ، فتجده يخلد أمجاد المقاومين والمجاهدين ويرفع من شانهم لدرجة السماء ، حتى يرسخ في أذهان الأجيال اللاحقة أهمية "المقاومة" و "رد الصائل" ويجعل من كلمات المقاومين الخالدة عناوين تاريخية مأثورة ، وفي نفس الوقت "يلعن" الخونة وباعة الأوطان بكل شراسة .

إن التاريخ الإنساني كله يفتخر بالمقاومة ويعتبرها من أبهى قيم الحضارة مكانة وعظمة ، إنه دائم الحديث عن بطولاته وأمجاده في التضحية والمواجهة ، كما أنه يقدس قيم الشجاعة والفروسية ومقاومة الإستعمار ومواجهة الغطرسة والطاغوت ، ويتبرأ من أي صفحة من صفحاتها كان عنوانها "الهوان" أو "الإنحناء " أو "التبعية ".

ولذلك يجب أن تبقى المقاومة "وقادة" و "ومتحركة" و"متجددة" في كل وقت وحين ، لأنها وسيلة من وسائل اثبات الذات والنفس ، إن أي شعب يقتل روح "المقاومة" في نفسه يقتل نفسه رويداً رويداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق